بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الكريم سيدنا محمد الداعي الى دين قويم والهادي الى صراط مستقيم وعلى سائر النبيين وآل كل وسائر الصالحين وبعد :
اعتدنا على ضرب الامثال في مناسباتها حين تصادفنا وندرك من خلالها العبر والاحكام .
وقد تصادفنا من أحبتنا ( أهل-أقارب-أصحاب ...) بعض المنغصات أو المشاكل..فنقول المثل : ( ضرب الحبيب زبيب ) أي أن فعله في أذيتنا رغم غلظه الا اننا نتقبله واحيانا بسعادة..وفي المثل لفتة رائعة..وافقت أمرا عظيما يصادف المؤمن على مستوى دينه
وهــــو البلاء...!.
تأمل معي – رحمني الله واياك – حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" ان الله اذا أحب قوما ابتلاهم "
فنعرف ان البلاء من الله محبة...وهو المبتلي, أمّا موقف المتلقي للبلاء فله حالتان :
أحدها : الرضى بالبلاء وكسب الاجر. أو
ثانيها : عدم الرضى والحصول على الاثم .
أما الاول فيقول : ضرب الحبيب زبيب ..والله يبتليه لمحبته له فيتلقاه بالسعادة والبشرى في مغفرة الله له بعض ذنوبه به .
وأما الثاني فلا حبيب ولا زبيب انما سخط بقضاء الله خاقه ومدبر أمره ومجري رزقه..!
لذلك جعل اللع تعالى للصبر على البلاء أجرا عظيما :
قال تعالى :
(( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات, وبشر الصابرين ))
وفي الحديث القدسي : ( اذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة ) يريد عينيه . رواه البخاري
وقال حبيبنا خير الصابرين صلى الله عليه وسلم :
" عجبا لأمر المؤمن ان امره كله له خير وليس ذلك الا للمؤمن ان أصابته سرّاء شكر فكان خيرا له وان أصابته ضرّاء صبر فكان خيرا له ". رواه مسلم
فما أجمل ان ابتلانا الله بقضاء – وهو ما لا نستطيع تغييره بأي حال – أن نقول :
الحمد للــه...قدر الله وما شاء فعل...انّا لله وانا اليه راجعون......فــ(ضرب الحبيب....زبيب)
أرجو ألا أكون قد أثقلت..
وصلى الله على رسول الله والحمد لله رب العالمين