بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الكريم سيدنا محمد الداعي الى دين قويم والهادي الى صراط مستقيم وعلى سائر النبيين وآل كل وسائر الصالحين وبعد:
يتوظف شخص ما في شركة معينة لعمل معين في مكان محدد وضمن زمان محدد..( هذا على المقياس الدنيوي الوضعي)
أمّا على المقياس الالهي....
خلق الله تعالى الجن والانس لوظيفة معينة ( العبادة) في مكان محدد ( الارض) وضمن زمن محدد ( الى يوم القيامة).
وللعبادة في شرعنا معنيين :
-المعنى الخاص :يتعلق بالعبادات الاربع :الصلاة والزكاة والصوم والحج .
-المعنى العام : يشمل كل فعل مباح يفعله المسلم ابتغاء وجه الله تعالى وطاعة له.
ولقد قسم علماؤنا الاحكام الفقهية الى :
- الواجب
- الحرام
-المستحب
- المكروه.
- المباح :وقالوا بأنه الفعل الذي لا يترتب عليه لا ثواب ولا عقاب و عتاب الا ان يقصد به الاستعانة على فعل الفرائض والواجبات والسنن فيؤجر على فعله حينئذ .
** للعقلاء :
ان الفرد منا ينام – فرضا – (
ساعات يوميا فلو عاش هذا الفرد ( 60) سنة لكان ما يقارب من ( 18 )سنة قضاها نوما على الفراش...!
( 18) سنة من عمره لم يتعبد به ربه رغم انها الوظيفة الكبرى التي خلق لأجلها...
ولكن لو نوينا ان يكون نومنا للاستعانة على فعل طاعة ( كصلاة الفجر في جماعة ) او تقوية للجسم للعمل من اجل قوت الحياة....أو..أو..وقس على ذلك في المأكل والمشرب والملبس...لكانت عبادة مأجورة باذن الله تعالى
وقد قال صلى الله عليه وسلم:
" انما الاعمال بالنيات " متفق عليه
ومما يدل على ذلك انك ترى في السنة النبوية أن جميع افعال النبي صلى الله عليه وسلم مرتبطة بذكر ما والذكر عبادة..فكان صلى الله عليه وسلم – كما قالت عائشة رضي الله عنها – يذكر الله على كل احيانه . رواه مسلم
فرسولنا صلى الله عليه وسلم قضى حياته في الوظيفة التي كلف بها بالاضافة لكونه نبي وهي العبادة ...
ولنا فيه قدوة فهم امامنا صلوات الله عليه وآله. فقد قال تعالى :
"" لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ""
ولو أتقن ذاك الموظف في الشركة عمله لنا الحوافذ والجوائز ولاقترب من مديره وكان حبيبا له
(( ولله المثل الاعلى ))
وبفعلنا للعبادة العامة بالاضافة لأختها الخاصة نكون قد اتقنا وظيفتنا ( العبادة) وحققنا محبة الله تعالى وهي مرجى كل مسلم ..قال صلى الله عليه وسلم :
( ان الله يحب اذا عمل احدكم عملا ان يتقنه ) رواه البيهقي
وجوئز الله غالية وغالية جدا...قال صلى الله عليه وسلم:
( ان سلعة الله غالية ألا ان سلعة الله الجنة )..فمن جوائزه :
قوله تعالى : "" ان الذين ءامنوا وعملوا الصالحات انا لا نضيع أجر من أحسن عملا أولئك لهم جنات عدن تجري من تحتهم الانهار يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثيابا خضرا من سندس واستبرق متكئين فيها على الارائك نعم الثواب وحسنت مرتفقا ""
وفي الحديث القدسي : ( أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر واقرؤوا ان شئتم : " فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة عين " السجدة / 17) رواه مسلم
وقال صلى الله عليه وسلم :
( ان ادنى مقعد أحدكم من الحنة ان يقول له : تمنّ فيتمنى ويتمنى فيقول له : هل تمنيت ؟ فيقول : نعم. فيقول له : لك ما تمنيت ومثله معه) رواه مسلم
وفي الباب آيات وأحاديث كثيرة معلومة..
اخواني...انما هذه العبادة العامة ..نعم عبادتنا لله في السفر والحضر واليقظة والنوم والعمل وحتى الراحة.....
و اعلموا انه لن يدخل احد الجنة بعمله وحتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الا ان يتغمده الله برحمة منه ورضوان. فحتى لو جعلنا كل ثانية من عمرنا في عبادة وطاعة فسنظل مقصرين في حق الله خالقنا والمنعم علينا ولكن العبرة بالمجاهدة..فمن اجتهد كثيرا نال كثيرا وزيادة.....
قال صلى الله عليه وسلم :
( اعملوا فكل ميسر لما خلق له ).
وصلى الله على رسول الله والحمد لله رب العالمين