منتديات بنت العـــــــز
العادة السرية من مولدها إلى وفاتها 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا العادة السرية من مولدها إلى وفاتها 829894
ادارة المنتدى العادة السرية من مولدها إلى وفاتها 103798
منتديات بنت العـــــــز
العادة السرية من مولدها إلى وفاتها 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا العادة السرية من مولدها إلى وفاتها 829894
ادارة المنتدى العادة السرية من مولدها إلى وفاتها 103798
منتديات بنت العـــــــز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات بنت العـــــــز

.. بنت العـــــــز ..
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 العادة السرية من مولدها إلى وفاتها

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ايمن الله
عضو
عضو




العادة السرية من مولدها إلى وفاتها Empty
مُساهمةموضوع: العادة السرية من مولدها إلى وفاتها   العادة السرية من مولدها إلى وفاتها Icon_minitimeالسبت مارس 19, 2011 10:13 pm

العادة السرية
من مولدها إلى وفاتها


بقلم
أيمن محمَّد صالح نبعة
من أجلِ مجتمعٍ مثاليٍّ وواقعيٍّ في آنٍ معاً

مُفتَتَح
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين, والصلاةُ والسلامُ على رسوله الكريم؛ سيدنا محمد, الهادي إلى صراطٍ مستقيمٍ, والدَّاعي إلى دِينٍ قويمٍ, وعلى سائر النبيِّين, وآلِ كلٍّ, وسائر الصالحين, أمَّا بعدُ:
فليس يخفى, على عامَّة النَّاس وخواصِّهم, أنَّ المجتمعاتِ الإنسانيةَ قامت – وتقوم – على آحاد البشر وجموعهم, فتستثمر طاقاتهم وتوظفها في سبيل الحياة الكريمة الهانئة.
والعنصرُ المترعُ بتلك الطاقة إنما هو: الشباب, ومن هنا: جاءتْ أهميَّةُ الاعتناء بهم, وذلك بالحرص على تنشئتهم منذ الصغر, واكتنافهم بالرعاية في سِنِّ المراهقة, واستثمار طاقاتهم في عهد الإنتاج والإنجاز.
وهذا العنصرُ بلغتِ الأوجَ أهميِّتُه, وقوَّةُ تأثيره, ويناعةُ ثماره, لكنَّه يُحاط بمشاكلَ تعترضه, إمَّا في فكره؛ وهو الجانب النظري لبناء الحياة, أو في جسده؛ وهو أداة البناء والإنشاء.
والواقعُ أن الشبابَ في حاضرنا اعترتْ أرضيتَهمُ الفكريةَ, كما أنهكتْ أجسادَهم, أمراضٌ وعراقيلُ, تستنزف طاقاتهمُ الإبداعيةَ, وتستسيغ إضاعتَها عن معترك الحياة التعبدية لله تعالى, وعن عَمارة الكون؛ الوظيفةِ الكبرى لبني الإنسان.
والحقُّ أن المجتمعَ قد تسربلَ في ديمومةٍ من التقصيرِ, إمَّا المتعمدِ وإمَّا غيرِه, في معالجةِ هذه الأمراض, وإزاحةِ تلك العراقيل, فوقع الشبابُ في مستنقع الرذيلة الأخلاقية التي أنتجت, بشكلٍ أو بآخرَ, التأخُّرَ الثقافيَّ والفكريَّ, كما حلَّ فيهمُ الكسلُ الجسديُّ, الذي أسهم في التأخرِ الماديِّ والعمرانيِّ.
والمسلمُ العاقلُ, في عصر تزاحم الشهوات والشبهات, يسعى – إن كان صادقاً – إلى تخليص الشباب من الشبهات التي تُثار من حولهم, والشهوات التي تدعوهم إليها مثيراتُ عَالَمٍ منفتحٍ, لا رقابةَ متوفرةٌ أو ممكنةٌ عليه, سوى رقابة الله تعالى.
واستجابةً لنداءَات الشباب وصرخاتهم, عمدتُ – كواجبٍ شرعيٍّ – إلى البحث في كثير من قضاياهم, سواء التي تتعلق بالفكر أو الجسد.
وبحثُنا هذا هو عن العادة السرية, وهي آفةٌ قد ابتُليَ عامةُ شبابنا بها, حتى شذَّ بعضُ العارفين في النفس الإنسانية فقال: إنها تصحب الإنسان منذ ولادته!.
ولا يخفى على المتأمل أنَّ الإدمانَ في ممارستها يهدر طاقة الشباب, ويصرفها فيما لا نفعَ فيه, لا لفردٍ ولا لمجتمعٍ, وبالتالي يؤدي إلى تجميدِ تطوير الفرد وإيقاف نموِّ المجتمع, إن لم نقل: يؤدي إلى تأخرهما.
وقد عزمتُ على هذا البحث بعدَ أن قرأتُ, بتمحيصٍ, العديدَ من البحوث حول هذه المسألة, حتى توفَّرَ لديَّ مجموعةً من الحقائقِ التي تزهق الباطل, وتكشف الزيف, اللذَين التفَّا حولها وانعطفا إليها.
ووضعتُ خطةَ بحثٍ شاملةً تجيب عن أسئلة الشباب واستفساراتهم, بشيءٍ من التفصيل في حينٍ, والإيجاز في آخرَ.
وسمَّيتُه: ( العادة السرية , من مولدها إلى وفاتها ).
وكانتِ الخطةُ على النحوِ الآتي:
- المطلب الأول: ما هي العادةُ السرِّية؟.
- المطلب الثاني: متى تبدأ لدى الإنسان؟.
- المطلب الثالث: كيف يتعرف الولد على العادة السرية؟.
- المطلب الرابع: ما مدى انتشارها بين الشباب والشابات؟.
- المطلب الخامس: ما هي أسباب العادة السرية؟.
- المطلب السادس: ما هي آثارُ العادة السرية ومضارُّها؟.
- المطلب السابع: أسئلة حول العادة السرية.
- المطلب الثامن: ما هو موقف الإسلام من العادة السرية وما هو حكمها؟.
- المطلب التاسع: كيف تتجنب العادة السرية؟.
ولم يتسنَّ لي – للأسف الشديد – أن أطبعَ هذا البحث, غيرَ أن ما توفر إنما هو نشره عبر الانترنت, وعليه:
فإني سائلٌ الإخوة والأخوات أن ينشروه في شتى المواقع , كما أنه إذا همَّ أحدٌ منهم بطباعته, فليفعل, فله على ذلك الأجر والثواب.
واللهَ تعالى أسألُ أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم, وأن يتفضلَّ عليَّ بقبوله, ويجعله في ميزان حسناتي, وموازين حسنات والديَّ وسائر أحبابي وأصحابي وإخواني المسلمين وأخواتي المسلمات, إنه وليُّ ذلك ومولاه.
أيمن محمَّد صالح نبعة
طويلب علم
سورية – إدلب – أريحا


الأربعاء 7 /صفر /1432 هـ
1/12 / 2011 م










المطلب الأوَّل: ما هي العادة السِّريَّة؟ :
هي – في أدق التعاريف – العبثُ في الأعضاء التناسلية بطريقةٍ مستمرةٍ, منتظمةٍ أو غيرِ منتظمةٍ؛ بغيةَ استجلابِ الشهوة, والاستمتاع الجنسي بخروجها, وتنتهي عند البالغين بخروج المنيِّ, وعند الصغار بالاستمتاع دون الإنزال.
وتختلف هذه العادة من ممارسٍ لآخرَ, وذلك بحسب معايير ثلاثة: أولها: التعوُّد. والثاني: طريقةُ الممارس لها. والثالث: الوسائل المستخدمة فيها.
فالبعض يمارسها بشكلٍ منتظمٍ ( يومياً – أسبوعياً – شهرياً...), والبعض يمارسها بغير انتظام قد يصل فعلُه لها عدة مرات يومياً !, والبعض يمارسها لدى وقوعه على أمرٍ محرِّكٍ للشهوةِ بقصدٍ أو بدونه.

المطلب الثاني: متى تبدأ لدى الإنسان؟ :
تبدأ هذه العادة – على أرجح الأقوال – في سِنِّ التاسعة؛ ذلك لأن الطفلَ في هذه السن يكون أقرب إلى البلوغ, ونموِّ الرغبة الجنسية المكنونة في ذاته.

المطلب الثالث: كيف يتعرف الولد على العادة السرية؟ :
يتمكن الولد من التعرف على هذه العادة القبيحة من خلال عدة طرقٍ, ومنها:
1- الكتبُ التي تتحدث عن هذه القضية بدقةٍ وتفصيلٍ: فيتعلمها نظرياً, ثمَّ يتجه إلى تطبيقها عملياً, فيعتاد عليها, وقد تصل به إلى حدِّ الإدمان !.
2- التعرفُ عليها تلقائياً: حيث يكتشف بنفسه لذة العبث بعضوه, فيمارسها ليحصلَ على تلك اللذة الزائفة والزائلة.
3- التعرفُ عليها من خلال الصحبة السيئة[1]: حيث يجتمع الأقرباء أو الجيران أو زملاء المدرسة في أوقات وأمكنة خالية من رقابة الأهل, ويبدؤون بتبادل خبراتهم الجنسية, فيتناقلون المعلومات حولها, فيتعلمها من يجهلها, وقد يبلغ بهم الأمرُ إلى كشف عورات بعضهم لبعض !.
4- التعرفُ عليها من خلال الخادم المنحرف[2]: فيتأثر الولدُ به, فيمارسها بشكلٍ سريٍّ, فيعتادها.

المطلب الرابع: ما مدى انتشارها بين الشباب والشابات؟ :
يدلُّ الواقعُ على أنَّ هذه العادةَ تنتشر بين الشباب انتشاراً كبيراً, حتى إنه يمكن القول :
إِنَّ 90 – 95 % من الشباب, و70 % من الشابات, يمارسونها في حياتهم بصورٍ مختلفةٍ, وعلى فتراتٍ قد تطول أو تقصر حسب حالِ الشخص النفسيةِ والصحيةِ.

المطلب الخامس: ما هي أسباب العادة السرية؟ :
لها أسباب عديدة, وهاكَ بعضَها:
1- إطلاقُ البصر: ويشمل:
- مشاهدةَ الأفلامِ الجنسيةِ الشديدةِ الانتشارِ لدى عامَّة الشباب, وبعضِ الشابات !.
وذلك عبر الفضائيات أو الانترنت أو المجلات...الخ.
- مشاهدةَ الأفلام والمسلسلات والأغاني المصورة, الأجنبية منها والعربية, حيث يجول فيها كشف العورات, وتسري في خلاياها التعانقات, وتتمايل على أنغامها الراقصات, ويتم فيها تبيان العلاقات الجنسية بين الرجل والمرأة بثوب الخلاعة والشذوذات, ممَّا يثير الغريزة, فيُفتح بها بابان: إمَّا الزنى, وهو بعيد وصعب المنال في مرحلة المراهقة, أو العادة السرية, وهو باب قريب وسهل الوصول إليه !.
- تسكعَ بعض الشباب في الشوارع, وأمام مدارس الفتيات, وفي الجامعات المختلطة؛ وذلك شغفاً برؤية الفتيات اللاتي كشفنَ عوراتهن, وأظهرنَ مفاتنهنَّ, دون رقابة الأخلاق, أو رقابة الأهل.
2- قراءةُ القصص الغرامية المثيرة: وقد تصل إلى وصفٍ تفصيليٍّ للعلاقات الجنسية بين الرجل والمرأة, تحت دعوى ( الأدب ) !.
والملحوظُ أن الفتياتِ هنَّ أكثرُ عُرضَةً للتأثر بها.
3- المحادثاتُ العاطفيةُ الهاتفيةُ, أو الدردشةُ المصورةُ أو غيرُ المصورةِ عبر الانترنت, بين الرجل والمرأة: حيث تدور في معظمها على الحبِّ المدفوعِ بدافعٍ جنسيٍّ غرائزيٍّ, ممَّا يثير الشهوة, فتؤدي الحال إلى إفراغ تلك الشحنات بأقرب الطرق, وهي: العادة السرية.
4- التخيلُ الذهنيُّ: حيث يتصور الممارسُ للعادة السرية شخصياتٍ حقيقيَّةً أو وهميَّةً, يتوصل بها إلى تحريك الشهوة فتدفعه إلى ممارستها.
5- الاختلاطُ بينَ الرجال والنساء: فليسَ يخفى على عاقلٍ أنَّ دوامَ الاختلاط بينَ الجنسين يؤدي إلى إثارةِ الشهوات المكنونةِ في نفسِ كلٍّ منهما, فيسعيان إلى إشباعِها, فيلجآن إلى العادة السرية.
6- تلامسُ البشرة بينَ الجنسين: فمن المعلوم لدى العارفين في النفس الإنسانية أنَّ لمسَ بشرة أحد الجنسين للآخَرِ يعدُّ من أعظم المثيرات للشهوة الجنسية.
ويتمثلُ اللمس بالمصافحة بين الجنسين الأجنبيين عن بعضهما, والقُبل, وغيرها.
7-الفراغ: إذ يقبع الشبابُ في سَعَةٍ من الوقت, ولكنهم يكونون في هذه الحال ضحيةً للشرور والآثام, ومن ضمن ذلك التفكير في الجانب الجنسي, خاصَّةً مَعَ كَثرةِ المثيرات من حولهم, فيقعون في مستنقعِ العادة السرية.

المطلب السادس: ما هي آثارُ العادة السرية ومضارُّها؟:
" لا دليلَ على أنَّ الاستمناءَ ( العادة السرية ) في حدِّ ذاته يؤدي إلى حالٍ مرضيةٍ كالعمى والتدرُّن والجنون والصرع وفقدان الشهوة الجنسية, ولكنَّ الإمعانَ في ممارسته إلى حدِّ الإدمان قد يؤدي إلى كثير من أمراض الجهاز التناسلي مثل: احتقان والتهاب أجزاء الجهاز التناسلي الداخلية والخارجية مثل: البروستات[3].
كما أنَّ خيالاتِ الممارسة أو ما يصاحبها من أساليب قد تجعل صاحبَها لا يستطيع مباشرة حياته الجنسية بغير هذا الأسلوب.
ويجب إدراك ما يأتي:
- أوَّلاً: أنها نوع من الانحراف عن الطبيعة.
- ثانياً: أن الإسرافَ في هذه العادة حتى الإدمان قد يؤدي إلى بعض الأخطار الطبية التي ذكرها الأطباء.
- ثالثاً: ربما يكون سبب توترك المستمر, وشعورك بالقلق والخطأ والخجل؛ هو التفكير المستمر في الناحية الجنسية واستهلاك الإثارة بالقصص والصور والأفلام, وهو ما يؤدي إلى شعورك بالجُرم الذي يُدخلك في الإحباط والاكتئاب"[4].

المطلب السابع: أسئلة حول العادة السرية :
- هل تسبب العقم عند الرجل؟
الجواب: لا, لا تسبب العقم عند كلا الجنسين.
- هل تسبب الرجفة أو التهاب الجمجمة أو انهيار الأعصاب أو الشلل أو الجنون؟
الجواب: لا, لا تسبب أيَّاً من هذه الأمراض.
- هل تؤدي إلى ضعف الانتصاب والقذف المبكر والبرود الجنسي؟
الجواب: لا, لا تسبب كلاً من هذه الأمراض, ولكن كثرتها يمكن أن تؤدي إلى تعود الأعصاب على الهياج اليدوي, أو أن يصابَ الجهاز التناسلي بالتهاب, ولكن لا تسبب ذلك إذا كانت في حدود المعقول.
المطلب الثامن: ما هو موقف الإسلام من العادة السرية وما هو حكمها؟ :
سُئلَ فضيلة الشيخ الدمشقي علي الطنطاوي – رحمه الله – عن العادة السرية, فأجاب:
" إنَّ الله وضع فينا غريزة ( حفظ الذات ) لئلا نموت, وجعل الجوع دليلاً عليها, ووضع فينا غريزة ( حفظ النوع ) وجعل الشهوة أمَارة جوعنا إليها, وهذه المادة التي تفرز في هذه الحال
( طاقة ) منتجة.
وإذا كانت طاقة الغاز أو الكهرباء تدير المعمل فتنتج ( أشياء ), فهذه الطاقة تنتج بشراً؛ فلا يجوز إهدارها على الأرض, وتعطيلها كما يكون في العادة السرية.
وإذا أردتَ أن تعرف أمراً من الأمور هل هو خير أم شر؟ فعمِّمه, فلو عمَّمنا هذه العادة بحيث يفعلها الشباب والشابات جميعاً لتعطل الزواج, وانقطع النسل, وانقرضت الأمة؛ فهي إذن سيئةٌ لا حسنةٌ, وممنوعةٌ لا مشروعةٌ.

- ما هو حكمها ؟
الجواب: إنها ممنوعة, ولكنها ليست من الذنوب الكبائر, وفيها إضرار, ولكن ليس كما يقولون.
فمن كان هادئاً فأثار شهوته بإرادته ليستمتع بها, كان آثماً, ولكن دون إثم مرتكب الكبائر.
ومن ثارت شهوته فلم يستطع تهدئتها إلا بها, جازت لنوع من الضرورة, وإن لم تكن من الضرورات التي تبيح المحظورات.
ومن وقف موقفاً ليس أمامه إلا الوقوع في الزنى أو عملها, كان عليه أن يعملها من باب ارتكاب أخفِّ الشرَّين, على ألاَّ يكثر منها بحيث تؤذي جسده"[5].
وقُصارى القول أنَّ العادةَ السريةَ ممنوعةٌ شرعاً, وإنما تباح في حال الضرورة, على أن يُعلَمَ أنَّ الضرورةَ تقدَّر بقدْرها, والله أعلم.
هذا للذكور.
أمَّا الإناث, فقد سُئِلَ الدكتورُ البوطي – حفظه الله -: ما الحكم الشَّرعي في الفتاة التي تمارس العادة السِّرية؟.
فأجاب: " لا يجوز أن يمارسَ الشَّابُ أو الفتاةُ العادةَ السِّريةَ، وحرمتُها للفتاة آكدُ وأخطارُها أشدُّ.
والاستثناءاتُ الواردةُ في حقِّ الشَّاب، كما سبق أنْ أوضحنا، لا تَرِدُ في حقِّ المرأة أو الفتاة.
وهي للمرأة ذريعة إلى الفاحشة، أما للشَّاب ( في حالات الضرورة خاصة ) فقد تكون ذريعةً للتَّخلُّص منها"[6].

المطلب التاسع: كيف تتجنب العادة السرية؟ :
للعلاج من العادة السرية, والوقاية منها, يمكن أن تتبعَ الآتي [7]:
أوَّلاً: التصرفات والأفعال :
ا - التماس عون الله عزَّ وجلَّ لك, وذلك بـ:
- الطهارةِ الدائمةِ من الجنابة, وإتقان الوضوء.
- أداء الصلوات الخمس في المساجد, وبخاصةٍ الفجر والعِشاء والعصر.
- أداء النوافل قدْر المستطاع.
- الدعاء, والخضوع الدائم لله عز وجل.
- الاستغفار الدائم في حال وقوع المعصية, وعدم اليأس من رحمته تعالى.
- الإكثار من صلاة وصوم التطوع, فهما خيرُ معين على مقاومة الشهوات.
2- توفير سبل مرافقة الملائكة, وذلك بـ :
- إبعادِ الصورِ والمجسمات, من الغرفة والسيارة والأماكن التي تتردد عليها.
- عدم الانغماس في اللهو, من غناء ورقص وأفلام وتدخين ومسكرات.
- عدم التعرِّي, أو شبه التعرِّي, عند الانفراد في الغرفة, وبخاصةٍ للإناث.
- طرد الشياطين من أماكن وجودهم بالأذكار الشرعية, ومنها: الاستعاذة, الأذان ... الخ.
- الحرص على بيئة الملائكة؛ كمجالس الذكر, والصلاة, وبقراءة القرآن, وذكر الله.
3- تنظيف وتطهير خلايا المخ, من العفن المتراكم فيها, وذلك بـ:
- عدم السماح للعقل بالتفكير في أي خيال جنسي أو أي أمرٍ محرِّك للشهوة.
- اجتناب سماع الأغاني وترديدها والرقص عليها.
- البعد عن مشاهدة الأفلام والصور الجنسية, وكل محرك للشهوة.
- البدء في ملءِ حَيِّزٍ من الذاكرة لحفظ القرآن وغيره, من المحفوظات النافعة ففي ذلك أجر وتطهير للذاكرة, واستبدال للعفن المتراكم في الذاكرة بما هو نافع ومفيد.
- البدء في تخصيص جزء من العقل للتفكير في الأمور الهامة, مثل واقع المسلمين في العالم والدعوة إلى الله, ومساعدة الآخرين على الهداية, ومحاربة المحرمات بالحكمة والموعظة الحسنة.
- الذهاب للمقابر والمستشفيات, والإطلاع والتدبر في واقع المرضى والموتى, واستشعار نعمة الخالق, وملء التفكير بهذه المنبهات.
4 - مقاومة فتنة النساء بالنسبة للرجال, وفتنة الرجال بالنسبة للنساء, وذلك بـ:
- البعد عن أماكن التجمعات المختلطة؛ كالأسواق وغيرها, إلا للضرورة القصوى أو أمرٍ لا بدَّ منه.
- كفِّ البصر في جميع الأحوال, حتى ولو كان أمامكَ امرأة عارية, أو أمامكِ رجلٌ متعرٍّ !.
- عدم السماح للمحيطين؛ من أصدقاء أو أقارب, بالحديث عن علاقاتهم الخاصة, وكذا الأمر للفتيات, سواء كانت هذه العلاقة شرعية أو محرمة, وليطلبْ منهم, وبشدة, الكفَّ عن ذلك, وإلاَّ فليتجنبْ مرافقتهم والحديث معهم.
- تجنب النظر غير المباشر للنساء المتبرجات أو إلى مختلف عورات النساء والرجال المحرمة, وذلك عبر التلفاز أو المجلات أو نحوها.
- الزواج ثم الزواج ثم الزواج بذات وذي الدين والأخلاق, فهو النجاة, فهو يشبع الحاجة الجنسية لكلا الجنسين بطريق سامية صافية.
5 - عادات عند النوم، احرص على ما يأتي:
- عدم النوم وحيداً في معزل عن الآخرين أو في غياب عن أعينهم, ففي ذلك سبيل ومدخل للشيطان, وباعث على الخيال والتهيُّج.
- النوم على وضوء , وبملابس طاهرة, وعلى فراش طاهر, والحذر من النوم على جنابة.
- قراءة سورة الإخلاص و المعوذتين, ثلاث مرَّات, وآية الكرسي ودعاء النوم, ثم النوم على الشقِّ الأيمن.
- عدم النوم على البطن ( الانبطاح ), فقد يكون ذلك محرِّكاً ومهيِّجاً, وقد نهى الرسولُ صلى الله عليه وآله وسلم عن ذلك, وهي ضجعة يبغضها الله تعالى.
- عدم الاستلقاء على الفراش, إذا لم يتم الشعور بنعاس, أولم تكن هناك رغبة في النوم.
- النهوض سريعاً عند الاستيقاظ, وعدم التكاسل على الفراش؛ حتى لا تتحرك الشهوة بعد النوم والراحة.
- عدم النوم عارياً أو شبه عاري أو بملابس يسهل تعريِّها.
- تجنب استخدام الأقمشة الحريرية أو الناعمة من الملابس والأغطية, فكل ذلك قد يحرك الشهوة عند أقل احتكاك.
- تجنب احتضان بعض الأشياء التي اعتاد عليها البعض اليوم؛ كالوسادة أو الدمى كبيرة الحجم, وغير ذلك.
- النوم على الفطرة, وذلك بالنوم مبكراً, والاستيقاظ لصلاة الصبح, وتجنب النوم الطويل الذي يضيع الفروض في أوقاتها.
- حفظ الأدعية المأثورة أو ما تيسر منها, وترديدها عند النوم.
6- عادات تتعلق بالطعام:
- يجب الحرص على تلافي الشبع وامتلاء المعدة؛ إذ امتلاؤها يُعدُّ محركاً للشهوة.
- الحرص على صيام الاثنين والخميس أو صيام يوم إثرَ آخر, والدَيمومة على ذلك, ففي ذلك أجر وتغلب على شهوة الطعام.
- عدم الأكل إلا إذا تم الشعور بالجوع, وترك الطعام قبل أن يتم الشبع منه.
- تسمية الله قبل الأكل, والأكل باليمين ومما يليك.
7 - عادات عند الاغتسال ( الاستحمام ):
- عدم نسيان دعاء الدخول إلى الحمام.
- الحرص على الاستحمام بأسرع وقت ممكن, وعدم قضاء وقتٍ طويلٍ غرقاً في الصابون, وفي الدعك والفرك, وملامسة الأعضاء المحركة للشهوة.
- عدم الانجراف وراء أي فكرة جنسية يبدؤها الشيطان.
- عدم غسل العضو بماء بارد؛ فذلك قد يؤدي إلى زيادة في التهيج والانتصاب, وليستخدم الماء الفاتر.
- التنشيف سريعاً بعد الانتهاء, وارتداء الملابس, والخروج فوراً من الحمام.
8 - في استغلال الوقت:
- بدءُ اليوم بالاستيقاظ لصلاة الصبح وتأديتها في جماعة للذكور, ويستحب الاستيقاظ قبل ذلك بساعة لقيام الليل والدعاء والاستغفار للجميع.
- يلي ذلك قراءة ما تيسر من القرآن أو كتب الأدعية أو الكتب الهادفة والحفظ منها, وإن كان وقت الدراسة أو العمل لا يزال بعيداً تزاول رياضات خفيفة, ويفضل عدم العودة إلى الفراش إلا إذا غلب النعاس فلا بأس و لوقت قصير.
- المضي إلى اليوم العملي ( مدرسة أو جامعة أو وظيفة أو أعمال منزلية ).
ويقصد في ذلك عبادة الله والابتعاد فيه عن زملاء السوء أو أصحاب القصص والمغامرات والإثارة الدنيوية الأخرى.
- فترة بعد الظهيرة تكون غالباً للغداء والراحة وقضاء بعض الأشغال اللازمة, مع تجنب النوم بعد العصر إلى المغرب أو العشاء, واستبداله بنومة خفيفة بعد صلاة الظهر ( القيلولة ) إن أمكن.
- فترة المساء من الضروري استغلالها استغلالاً أمثلاً, حيث يمكن للطالب أن ينخرط في دورات تدريبية في اللغة الإنجليزية والحاسوب, أو أخرى ميدانية, أو عمل نصف دوام؛ نظراً لاحتياج الشباب في الوقت الراهن لذلك، كما يمكن استغلال هذه الفترة لحضور ندوات ومحاضرات ودروس نافعة ومجالس ذكر وعبادة مع رفقاء خير وصلاح, والحذر -كل الحذر - من التسكُّع أو الانشغال بما لا ينفع؛ فالوقت في هذه الفترة طويل ويمكن استغلاله في الأنشطة المذكورة مجتمعةً إن أحسنَّا التخطيط له.
- تناول عشاء ( خفيف ) مع الأهل ومحاولة النوم مبكراً.
- استغلال عطلة نهاية الأسبوع لزيارة الأهالي وممارسة أنشطة نافعة وأخرى رياضية مع رفقاء الخير أو في المراكز المدرسية, وكذلك للقراءات الهادفة من القرآن والسيرة, والحذر من قضاء الليل من فيلم إلى آخرَ, ومن أغنية إلى أخرى؛ لكي لا يفسد جهاد الأسبوع.
- الذهاب إلى المكتبات الإسلامية وانتقاء ما تطيب له النفس من مواضيع, والبدء في تغذية الروح بها وقضاء جزء من الوقت في الاستماع والقراءة.
- القيام بزيارة أسبوعية أو شهرية لبعض الحالات المَرَضيَّة الصعبة في المستشفيات أو دور الأيتام والعجزة أو المعاقين, وكذلك زيارة القبور؛ فكل ذلك يذكر بنعمة الخالق ويكون خير معين على التغلب عليها إذا تم تذكر هذه المواقف.
9- الأصدقاء :
الأصدقاء من أهم الأسلحة التي تؤثر في المرء, وقد قالوا قديماً: " الصاحب ساحب ".
وقالوا كذلك: " من صاحب المصلين صلَّى, ومن صاحب المغنين غنَّى ".
وجاء في شعر العرب:
عن المرء لا تسل وسل عن قرينه إنَّ القرينَ إلى المقارن ينسب
ولذلك فإنَّ الأصدقاءَ إمَّا أن يكونوا رفقاءَ سوءٍ, وبمرافقتهم لن يستطيع المرءُ فعلَ أيَّ شيءٍ مما تقدم, وهؤلاء يجب الابتعاد عنهم واستبدالهم بالنوع الآخر, وهو أصدقاء الخير والصلاح الذين يخافون الله ويشجعون ويعينون بعد الله على المشوار الجديد, ومعهم ستكون الراحة والحب, بعيداً عن مصالح الدنيا التي باتت تغلب على أيِّ صداقةٍ دنيويةٍ أخرى، وبعد أن ترى في نفسك القوةَ والحصانةَ, عدْ, بالتدريج وبشكلٍ مدروسٍ, إلى النوع الأول, ليس بهدف التسلية أو العودة لِما كنتَ عليه, بل لهدفٍ أرقى وأسمى, وهو هدف الدعوة والإصلاح لهم, مستعيناً بعون الله تعالى ثم برفقاء الخير الذين مضيتَ معهم في طريق الاستقامة.
10 - للمستقبل:
- عدم اليأس إذا وجدنا البدايةَ صعبةً أو النتائجَ غيرَ مُرضِيَةٍ, ولنجعل التفاؤلَ والأملَ هما الغالبان؛ لأن من مداخل الشيطان على الإنسان: اليأس.
- إذا قاوم صاحب المعاناةِ لفترةٍ, ثم هُزم, فلا يُولِّد ذلك شعوراً بأنه لا يستطيع للأبد, بل ليعد وليبدأ الخطوات من جديد, وما ذلك إلا دليل على أن الشيطان قد لمس فيه الصدق والصلاح فكرَّس مجهود لإعادته إلى ما كان عليه, ولا ننسَ دوماً أن الله تعالى لم يخلقْنا على الكمال, لذلك كلَّما أخطأنا نعد ونستغفر ونطلب العون من الله عز وجل.
- عدم استعجال الشفاء, فليس هو بداءٍ سهلِ المعترك, ولا بأس من التدرج الصادق, مع عدم إعطاء الشيطان فرصة لاستغلال هذا التدرج للدخول مرة ثانية من خلاله.

•ماذا تفعل لو لم تستطع مقاومتها بعد كل خطوات العلاج السابقة ؟:
لا تقلق أيها المعاني إذا وجدت أن هذا الأمرَ صعبٌ في البداية, واعلم أنه من الطبيعي أنك ستقاوم مرة وتنهار أخرى، ستتمكن من طرد فكرة جنسية مرة, ولكنها ستسحوذ عليك مرة أخرى, وهكذا, المعركة دائرة والإقلاع عنها لن يكون إلا بالتدريج, وباستخدام الخطوات السابقة بشكل عام, بالإضافة إلى ما يجب أن تفعله لو انهرت ووجدت نفسك فريسة لخيال جنسي لم تملك مقاومته.
لا بأس, لا تجعل الشيطان يستغل ذلك ويوهمك بأنك لن تقوى على المقاومة وأنك أصبحت عبداً لها, بل على العكس تماماً, بمجرد أن تنتهي من القذف قم بالخطوات الآتية:
- استغفرِ اللهَ العظيمَ, وتب إليه, واعزم على عدم العودة, وتوجه إلى الله بالدعاء, واصدق النية في ذلك.
- اغتسل من الجنابة وتوضأ وصلِّ صلاة نافلة أو استعدَّ للصلاة المكتوبة.
- اسأل الحليم الكريم أن يعينك على مقاومة وساوس الشيطان ونفسك الأمَّارة بالسوء بشكل عام، وأن يعينك على الإقلاع عن العادة السرية بشكل خاص وصريح ولا تستحِ طلبَ ذلك منه سبحانه, فهو القادر وحده سبحانه على ذلك, اسأله تعالى أن يغنيك بالحلال عن الحرام وأن يوفر لك من لَذَّةِ الإيمان وحلاوته ما يغنيك ويريح فكرك وعواطفك عن أيِّ لذة ومشاعر جنسية أو غرامية, وأن يبدل ذلك بحب الله ورسوله، وأن يبدلك خيراً من ذلك بالحور العين وبظل عرشه الكريم, وكن واثقاً أنه سيجيب هذا الدعاء طالما كنت مخلصَ النية, وراغباً فعلاً في طريق الاستقامة والهداية؛ وذلك تحقيقاً لوعد من لا يخلف وعده, حيث قال:
( والذينَ جَاهدُوا فينَا لنَهدِينَّهم سبُلنا وإنَّ اللهَ لَمَعَ المحسنين ) {العنكبوت/69}.

ثانياً : قناعات فكرية وأمور, اجعلها دائماً نصب عينيك :
- إنَّ القدرة على الإقلاع عن العادة السرية, في سن مبكرة من ممارستها, يكون أسهل بكثير من المضيِّ شهوراً وسنواتٍ على ممارستها, لذلك يجب إيقافها مبكراً وعدم الاستهانة بالأمر واعتقاد أنه يمكن إيقافها في الوقت الذي يريد الممارس, فهذه هي مشكلة من هو غارقٌ فيها لسنواتٍ وسنواتٍ يتمنى الخلاص منها, لكنه لا يستطيع.
- إنَّ الرجل لو حصل على نساء العالم كلِّه, في ليلةٍ واحدةٍ, فإنه سيصبح في اليوم التالي يبحث عن المزيد والتجديد؛ فهي رغبة لا تنتهي ولا تتوقف عند حدٍّ، وطالما أن الأمر كذلك فما الفائدة إذا انتهى الأجل والمدمن يلهث وراء ذلك الإشباع المزعوم, فلا هو حقق ما حلم به في الدنيا, ولا كان مرضياً لله عز وجل وفاز بالحور العين في الجنة.
- إنَّه طالما أنك تعلم أن تنفيذ الخيال الجنسي على أرض الواقع هو أمر محرم ومن الكبائر التي تؤدي بصاحبها إلى الهلاك، فعلامَ هذا التخيل ؟, ولماذا الركض وراء السراب والخيال الذي لن يخلِّف إلا الندم والقهر ؟!.
- إنَّ النساء مهما اختلفت أشكالهن وإغراءَاتهن, وكذا الرجال، إلا أن العملية الجنسية في الغالب واحدة, فلماذا لا نقنع بالحلال والذي فيه متعة ولذة وأجر لا يعادلها شيء ؟, ولماذا العزوف عن الزواج ؟.
- إنَّ الجنس المحرم الذي يمارس اليوم؛ عبر الزنى وغيرها, إنْ هو إلا دَينٌ يقترض الآن, وسيردُّ من الأهل أو الذرية طال الزمنُ أو قصُر.
- قد يصوِّر الشيطانُ أنَّ العادةَ السريةَ عمليةٌ يسيرةٌ, وليس من داعٍ للإقلاع عنها، إلا أنه متى ما توصل المدمن إلى هذا الإحساس فإنه سيكون عرضةً لإدمانها, ومن ثَمَّ, يكون على مشارف الزنى, وسلسلة أخرى من الكبائر, فليتنبَّه لذلك قبل أن تتمادى به الأحوال, كما حدث مع الكثيرين.
- قد يصور الشيطان أيضاً أنَّ الاستمناءَ ضروريٌّ لإخراج الكميات الزائدة عن حاجة الجسم من المنيِّ؛ حتى ينساقَ المراهقُ وراءَ هذه القناعة, فلا يكون لديه لا كمية زائدة, ولا حتى كمية لازمة, ولو كان هناك فائض فعلي يضر بالجسم, لتمَّ التخلص منه – مثلاً - بالاحتلام.
- إنَّ ما يقرأ ويشاهد من مواضيع وصور مثيرة للنساء والرجال في المجلات الهابطة إنْ هو إلا لسحب النقود, وقد أبدع أصحاب هذه المطبوعات في الكذب على الناس بها, وإنْ هي إلا تزوير ومبالغة وتجميل لواقعٍ عفنٍ ومُخزٍ لهؤلاء المشاهير.
- إنَّ واقعَ نساء الفساد والعرض والترويج إنما هو أشبه بوعاء قاذورات, طلاؤُه الخارجيِّ جدُّ جميل, ويجذب الناظرين المخدوعين فيه، إلا أن واقعه ومحتواه الداخلي في منتهى العفن.
وعاء جمع القاذورات من هنا وهناك ومن كل من ألقى فيه قدْراً من تلك الرذيلة والانحطاط, فهلاَّ اقتنعت بهذه الحقيقة وتخلصت من انبهارك بهنَّ.
- إنَّ الأفلام الجنسية, بكل أنواعها, إنما تعمَّد أعداؤُنا الإبداعَ في إنتاجها وتصويرها, ودفع الملايين لإظهارها بصورة مغرية جداً, ومن ثَمَّ, لتصديرها إلى الشباب والشابات المساكين, وذلك لاستدراجهم إليها, ومن ثم, القضاء عليهم من خلالها, فهل من ملقٍ بنفسه لهم وبهذه السهولة ؟!.
- إنَّ ما يرويه معظم الشباب, من روايات وقصص ومغامرات مع أصناف من النساء والفتيات والغلمان, وكذلك ما ترويه الفتيات لصديقاتهن, إنما معظمه من نسج خيالهم, وأمَّا البقية ففي معظمها مبالغة, والقلة القليلة فقط من العصاة استحوذ عليهم الشيطان وحققوا جزءاً يسيراً منها, ولا شك أن جهرهم بالسوء, يضاعف عليهمُ الذنبَ, ولاشك أنهم سيتحملون وزر كل من يتأثر بكلامهم من المحافظين, فليُتجنبْ أمثال هؤلاء.
- إنَّ التخلص, الآن, من كل الصور والأفلام المحرمة, التي في حوزة المدمن, يُعدُّ خطوةً هامةً, إذا بدأ بها ستوفر نصف المشوار, وسيثبت بذلك أنه أخلص النية لله عز وجل, وعندها سيُبدلُه اللهُ خيراً منها وأجملَ وأمتعَ, فابدأ بها, وتخلص مما لديك, ولا تستقبل أيَّ إنتاجٍ جديدٍ, واقطع علاقاتك مَعَ الذين يموِّلوك بأحدث الإنتاج.
- إنَّ المرأة, إذا فقدت حياءَها, وانطلقت سافرةً متبرجةً متسكِّعةً, تتحدى الملأ, وتلاحق الرجالَ بنظراتها, تكون قد فقدت كلَّ معاني الأنوثة والجمال, وعندها تكون عُرضةً للذئاب البشرية, ينتهكون عرضها, وتلوك الألسنة بالحديث عنها, وربما تأتي عليها لحظاتٌ تتمنى فيها الموت والهلاك؛ بحثاً عن ستر لمصائبها، وهذه همسة في أذن أخواتي المسلمات.
- إنَّ أيَّ عورةٍ, من امرأة أو رجل, وفَّرها الشيطان بالنظر أو بالحديث أو باللقاء, إن هي إلا للاستدراج إلى بحرٍ من سراب, لو أبحر إليه سيجعله يلهث ويلهث وراءه, ثم يبحث عن نجاة منه, لكن دون جدوى, فهو يسحب للهلاك حتى تهلكَ فريستُه بمحضِ إرادتها وتنحرف.



مُختَتَم
والآن, وبعدَ أن بَرِئتَ من هذه العادة القبيحة, وشيَّعتَها, ودفنتَها في مقابرِ الهجران والنكران والنسيان, تعالَ معي يا أخي, وتعالي معي يا أختي, لنبدأَ حياةً جديدةً, تكتنفها الطاعة, وتغشاها السعادة.
فلا غايةَ للورى سوى السعادة الدنيوية أو الأخروية أو جماعهما معاً.
غيرَ أنَّ سُبلَ تلك السعادة توسَّعتْ وتعددتْ؛ فمن السُّبل ما تُرشِد, ومنها ما تُهلِك, ومنها ما هي في ظاهرها تُرشد لكنَّها في حقيقتها تُهلك !.
ووسطَ هذا التوسع وذاك التعدد, حارَ الناسُ في أيِّ دربٍ يُشبع حاجتهم, ويحقق غايتهم ليسلكوه.
وما طريقُ إزاحةِ هذه الحيرة إلاَّ بالتماس لَذَّةٍ تدومُ وتطولُ وتُوصلُ إلى سعادةٍ جامعةٍ؛ دنيويةٍ وأخرويةٍ معاً.
إذا عرفت هذا, فاعلم أنَّ سبيلَ الهناء الذي تبغي هي ببذل فُتاتٍ من المال على فقيرٍ تدرَّجتْ على قلبهِ همومٌ تُضاجعهُ, وغمومٌ تُرافقه, وطموحاتٌ في أحلامه تُشاطره, فاطرحْ في يدي الله قبل يديه حفنةً من مسكٍ دنيويٍّ تلقاه عندَ ربكَ محفوظاً بل نامياً, وذقْ حلاوةً تُرافق أيَّامكَ, ثمَّ في وفاتك حيث قبرك, ثمَّ في حشرك, وبعدها في حسابك, وزدْ على ذلك وقل: في جنتك !.
أتريد السعادة ؟
من غير مِريَةٍ ستقول: نعم.
إذن, فانصب قدميك في ليلٍ داكنٍ ساكنٍ وسطَ غفلةٍ من الناس, في خلوةٍ شرعيَّةٍ, لا حُرمةَ فيها ولا كراهة, وخُرَّ بجبهتك على ترابِ العزِّ والكرامة؛ تراب تسجد عليه للعزيز, فناجِ مَولاك, كالمه كلام الأحبَّة والعشَّاق, تسامرا, فلا حرامَ في سمرٍ مَعَ الإله.
جَرِّبهَا,
ثُمَّ جرِّبْ أخرى,
أتسمع شيئاً ؟,
أتسمع همهماتِ ألمٍ تأتي من درجٍ مهملٍ ؟,
هلاَّ سِرتَ بضعَ خطواتٍ وفتحته !,
ألمْ تجدْ نوراً ؟,
ألم تجدْ هادياً ؟,
ألم تجدْ كلاماً – وأيُّ كلام –كلام الله ؟
اقرأه واستمع له, تدبَّره, احفظْه ليحفظَك, واعملْ به لا لتنفعه إنَّما لينفعَك وليرفعك.
وكلَّما رتَّلتَ حرفاً زِدتَ من رقيِّك في جنتك, وأُعطيتَ مزيداً من الكرامة في رفعتكَ.
وعلى هذا وإليه, التمس سعادتك, لتشبعَ حاجتك, وتسموَ بطريقتك, وتحققَ غايتك .
والله تعالى أعلى وأعلم وأحكم, وصلَّى الله على رسول الله, والحمد لله ربِّ العالمين.


[1] وهنا همسة , إن لم تكن صرخة , في آذان الآباء والمربين .

[2] ويكثر هذا في الدول التي توسعت في جلب هؤلاء الخدَّام .

[3]البروستات: مرض يصيب العضو الذكري على وجه الخصوص.

[4](ويسألونني, د. أكرم رضا, بتصرف ) ط: دار ألفا, القاهرة.

[5]( فتاوى علي الطنطاوي, علي الطنطاوي, 1/148 – 149 ) ط: دار المنارة, جُدَّة.

[6] ( مع الناس, محمد سعيد رمضان البوطي, 1/ 124 ) ط: دار الفكر, دمشق.

[7] ( الانتصار على العادة السرية, رامي خالد عبد الله الخضر, بتصرف واختصار ) ط: مواقع الانترنت.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
العادة السرية من مولدها إلى وفاتها
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» العادة السرية عند الفتيات

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات بنت العـــــــز  :: المنتدى العام.. :: مواضيع عامه..-
انتقل الى: